أفلا يتدبرون القرآن

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا

قل هل ننبئكم من هم هؤلاء ?

وعندما يبلغ من استتارة التطلع والانتظار إلى هذا الحد يكشف عنهم فإذا هم:

(أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم). .

وأصل الحبوط هو انتفاخ بطن الدابة حين تتغذى بنوع سام من الكلأ ثم تلقى حتفها . . وهو أنسب شيء لوصف الأعمال . . إنها تنتفخ وأصحابها يظنونها صالحة ناجحة رابحة . . ثم تنتهي إلى البوار !

(أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم). . (فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا). .

فهم مهملون , لا قيمة لهم ولا وزن في ميزان القيم الصحيحة (يوم القيامة). ولهم بعد ذلك جزاؤهم:

(ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا).

ويتم التعاون في المشهد بعرض كفة المؤمنين في الميزان وقيمتهم:

(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا . خالدين فيها لا يبغون عنها حولا). .

وهذا النزل في جنات الفردوس في مقابل ذلك النزل في نار جهنم . وشتان شتان !

ثم هذه اللفتة الدقيقة العميقة إلى طبيعة النفس البشرية وإحساسها بالمتاع في قوله (لا يبغون عنها حولا). . وهي تحتاج منا إلى وقفة بإزاء ما فيها من عمق ودقة . .

إنهم خالدون في جنات الفردوس . . ولكن النفس البشرية حول قلب . تمل الإطراد , وتسأم البقاء على حال واحدة أو مكان واحد ; وإذا اطمأنت على النعيم من التغير والنفاد فقدت حرصها عليه . وإذا مضى على وتيرة واحدة فقد تسأمه . بل قد تنتهي إلى الضيق به ; والرغبة في الفرار منه !


0 comments: