أفلا يتدبرون القرآن

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها

وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ


النفس البشرية ضعيفة شحيحة , إلا من عصم اللّه ; ولا تطهر من هذا الشح إلا أن تعمر بالإيمان , وترتفع على ضرورات الأرض , وتنطلق من قيود الحرص على النفع القريب , لأنها تؤمل في خلف أعظم , وتؤمل في رضوان من اللّه أكبر . والقلب المؤمن يطمئن بالإيمان , فلا يخشى الفقر بسبب الإنفاق , لأنه يثق بأن ما عند الناس ينفد وما عند اللّه باق . وهذا الاطمئنان يدفع به إلى إنفاق المال في سبيل اللّه تطوعاً ورضى وتطهراً , وهو آمن مغبته . فحتى لو فقد المال وافتقر منه , فإن له عوضاً أعظم عند اللّه .

فأما حين يقفر القلب من الإيمان الصحيح , فالشح الفطري يهيج في نفسه كلما دعي إلى نفقة أو صدقة , والخوف من الفقر يتراءى له فيقعد به عن البذل . ثم يبقى سجين شحه وخوفه بلا أمن ولا قرار .

والذي يعاهد اللّه ثم يخلف العهد , والذي يكذب على اللّه فلا يفي بما وعد , لا يسلم قلبه من النفاق:

"آية المنافق ثلاث:إذا حدث كذب , وإذا وعد أخلف , وإذا ائتمن خان " .

فلا جرم يعقب إخلاف العهد والكذب على اللّه نفاقاً دائماً في قلوب تلك الطائفة التي تشير إليها الآية:

(فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا اللّه ما وعدوه وبما كانوا يكذبون). .

0 comments: