أفلا يتدبرون القرآن

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها

‏ إِنَّه مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ

من تأمل أفعال البارىء سبحانه رآها على قانون العدل وشاهد الجزاء مرصداً ولو بعد حين‏.‏ 

فلا ينبغي أن يغتر مسامح فالجزاء قد يتأخر‏.‏ 

ومن أقبح الذنوب التي قد أعد لها الجزاء العظيم الإصرار على الذنب ثم يصانع صاحب باستغفار وصلاة وتعبد وعنده أن المصانعة تنفع‏.‏ 

وأعظم الخلق اغتراراً من أتى ما يكرهه الله‏.‏ 

وطلب منه ما يحبه هو كما روي في الحديث‏:‏ ‏ «‏ والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ‏» ‏‏.‏ 

ومما ينبغي للعاقل أن يترصد وقوع الجزاء فإن ابن سيرين قال‏:‏ عيرت رجلاً فقلت‏:‏ يا مفلس فأفلست بعد أربعين سنة‏.‏ 

وقال ابن الجلا‏:‏ رآني شيخ لي وأنا أنظر إلى أمرد فقال‏:‏ ما هذا لتجدن غبها فنسيت القرآن بعد أربعين سنة‏.‏ 

وبالضد من هذا كل من عمل خيراً أو صحح نية فلينتظر جزاءها الحسن وإن امتدت المدة‏.‏ 

قال الله عز وجل‏:‏ ‏ «‏ إِنَّه مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ‏» ‏‏.‏ 

وقال عليه الصلاة والسلام‏:‏ من غض بصره عن محاسن امرأة أثابه الله إيماناً يجد حلاوته في فليعلم العاقل أن ميزان العدل لا يحابى‏.‏ 


0 comments: