لو اتيح للانسان أن يطلع علي ما تخبئه له الايام لاستخسر أن يبدد الاوقات الخالية من مشاكل الحياة الحقيقية في الشقاء بما لا يستحق الشقاء به, ولأحسن الاستمتاع بأوقات السعادة الصافية من كل الأكدار وغبط نفسه عليها.. ورجا ربه أن يطيل أمدها في رحلته ويحفظها عليه.. لكن متي اتيح للانسان أن يعرف ما سوف تحمله له امواج الحياة في قادم الايام, ليسعد بحياته الحالية ويدرك كم هو سعيد الحظ لخلوها من الآلام الجادة؟
اننا للاسف لا نتنبه الي ذلك إلا حين تداهمنا اختبارات الحياة القاسية, ولا ندرك قيمة السعادة المتاحة لنا إلا بالمقارنة مع ما نواجهه فيما بعد من أحزان وشقاء, ولو ألهمنا الحكمة في الوقت المناسب لأبينا أن نبدد لحظة واحدة من الأيام الخالية فيما لا يستحق العناء من اجله او الشكوي منه, ولادخرنا كل قوانا النفسية والصحية لمواجهة ما تخبئه لنا أمواج الحياة من أنواء, تماما كما يستثمر الملاح أوقات هدوء الرياح في الراحة والاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة, لكي يستنفر كل طاقته للسيطرة علي السفينة حين تهب عليها أعاصير الشتاء, ولأن الأمر كذلك فلا عجب في أن يتواري موضوع الجدال القديم من حياتك ياسيدتي ويصبح بالمقارنة بما امتحنتك به الأقدار فيما بعد, ترفا تتحسرين علي انقضائه وتتمنين لو كان قد استمر الي ما لا نهاية.
0 comments:
Post a Comment