مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ
بسم الله الرحمن الرحيم
مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ
تفسير القرطبى
أَيْ مَا أَصَابَك يَا مُحَمَّد مِنْ خِصْب وَرَخَاء وَصِحَّة وَسَلَامَة فَبِفَضْلِ اللَّه عَلَيْك وَإِحْسَانه إِلَيْك , وَمَا أَصَابَك مِنْ جَدْب وَشِدَّة فَبِذَنْبٍ أَتَيْته عُوقِبْت عَلَيْهِ . وَالْخِطَاب لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُرَاد أُمَّته . أَيْ مَا أَصَابَكُمْ يَا مَعْشَر النَّاس مِنْ خِصْب وَاتِّسَاع رِزْق فَمِنْ تَفَضُّل اللَّه عَلَيْكُمْ , وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ جَدْب وَضِيق رِزْق فَمِنْ أَنْفُسكُمْ ; أَيْ مِنْ أَجْل ذُنُوبكُمْ وَقَعَ ذَلِكَ بِكُمْ .
مختصر بن كثير
قال تعالى مخاطباً لرسوله صلى اللّه عليه وسلم والمراد جنس الإنسان ليحصل الجواب: {ما أصابك من حسنة فمن اللّه} أي من فضل اللّه ومنِّه ولطفه ورحمته، {وما أصابك من سيئة فمن نفسك} أي فمن قبلك، ومن عملك أنت، كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} قال السدي: {فمن نفسك} أي بذنبك، وقال قتادة في الآية: {فمن نفسك} عقوبة لك يا ابن آدم بذنبك، قال: وذكر لنا أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (لا يصيب رجلاً خدش عود ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو اللّه أكثر)، وهذا الذي أرسله قتادة قد روي متصلاً في الصحيح، (والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمن هم ولا حزن، ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر اللّه عنه بها من خطاياه(، وقال أبو صالح {وما أصابك من سيئة فمن نفسك} أي بذنبك وأنا الذي قدرتها عليك وراه ابن جرير. وقوله تعالى: {وأرسلناك للناس رسولاً} أي تبلغهم شرائع اللّه وما يحبه اللّه ويرضاه، وما يكرهه ويأباه {وكفى باللّه شهيداً} أي على أنه أرسلك وهو شهيد أيضاً بينك وبينهم، وعالم بما تبلغهم إياه وبما يردون عليك من الحق كفراً وعناداً.
اسباب نزول الايه الكريمه
كانت ردا على المنافقين الذين دخلوا الاسلام ظاهريا وفى داخلهم غير مقتنعين
قلوبهم لا تحب الأسلام
فلو أصابتهم الحسنه فى الرزق والاولاد يقولون هذا الرزق من عند الله
ولو أصابتهم السيئه يتشاءمون ويقولون هى من عند محمد رسول الله ص
لاننا اتبعنا ملته ودخلنا فى دينه
ولذلك جاءت الأيه الكريمه لتوضح ان الحسنه من عند الله عز وجل والسيئه من عند الانسان نفسه ولنفسه
وهذا رد على المشككين فى رساله سيد الخلق اجمعين