أفلا يتدبرون القرآن

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها

الهزيمة أمام الشهوة

 الهزيمة أمام الشهوة

فصل الهزيمة أمام الشهوة 
من نازعته نفسه إلى لذة محرمة فشغله نظره إليها عن تأمل عواقبها وعقابها وسمع هتاف العقل يناديه‏:‏ ويحك لا تفعل فإنك تقف عن الصعود وتأخذ في الهبوط ويقال لك ابق بما اخترت فإن شغله هواه فلم يلتفت إلى ما قيل له لم يزل في نزول‏.‏ 

وكان مثله في سوء اختياره كالمثل المضروب‏:‏ أن الكلب قال للأسد‏:‏ يا سيد السباع غير اسمي فإنه قبيح فقال له‏:‏ أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم قال‏:‏ فجربني فأعطاه شقة لحم وقال‏:‏ احفظ لي هذه إلى غد وأنا أغير اسمك‏.‏ 

فجاع وجعل ينظر إلى اللحم ويصبر‏.‏ 

فلما غلبته نفسه قال‏:‏ وأي شيء باسمي وما كل إلا إسم حسن‏.‏ 

فأكل وهكذا الخسيس الهمة القنوع بأقل المنازل المختار عاجل الهوى على آجل الفضائل‏.‏ 

فالله الله في حريق الهوى إذا ثار وانظر كيف تطفئه‏.‏ 

فرب زلة أوقعت في بئر بوار ورب أثر لم ينقلع والفائت لا يستدرك على الحقيقة‏.‏ 

فابعد عن أسباب الفتنة فإن المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم والسلام‏.‏ 

فصل فضل المجاهدة فأما المخلطون فصرعى من أول وقت اللقاء‏.‏ 

وأما المتقون ففي جهد جهيد من المجاهدة فلا بد مع طول الوقوف في المحاربة من جراح فهم يجرحون ويداوون إلا أنهم من القتل محفوظون بلى‏!‏ إن الجراحة في الوجه شين باق فليحذر ذلك المجاهدون‏.‏ 






صيد الخاطر_أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي


0 comments: