أفلا يتدبرون القرآن

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها

 مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)


وهو مشهد متحرك لغيظ النفس , وللحركات المصاحبة لذلك الغيظ , يجسم هذه الحالة التي يبلغ فيها الضيق بالنفس أقصاه , عندما ينزل بها الضر وهي على غير اتصال بالله .

والذي ييأس في الضر من عون الله يفقد كل نافذة مضيئة , وكل نسمة رخية , وكل رجاء في الفرج

ويستبد به الضيق , ويثقل على صدره الكرب , فيزيد هذا كله من وقع الكرب والبلاء .

فمن كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بحبل إلى السماء يتعلق به أو يختنق . ثم ليقطع الحبل فيسقط أو ليقطع النفس فيختنق . . ثم لينظر هل ينقذه تدبيره ذاك مما يغيظه !

ألا إنه لا سبيل إلى احتمال البلاء إلا بالرجاء في نصر الله . ولا سبيل إلى الفرج إلا بالتوجه إلى الله . ولا سبيل إلى الاستعلاء على الضر , والكفاح للخلاص إلا بالاستعانة بالله . وكل حركة يائسة لا ثمرة لها ولا نتيجة إلا زيادة الكرب , ومضاعفة الشعور به , والعجز عن دفعه بغير عون الله . . فليستبق المكروب تلك النافذة المضيئة التي تنسم عليه من روح الله . . .

0 comments: