أفلا يتدبرون القرآن

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها

قصيدة للشاعر أبو ذؤيب الهذلي وفيها يرثي أولاده الخمسة الذين توفوا بسبب مرض الطاعون وكانوا رجالأ ذو بأس ونجدة ..


أمن المنون وريبها تتوجع=والدهر ليس بمعتبٍ من يجزع

قالت أمامة ما لجسمك شاحبا=منذ ابتذلت و مثل مالك ينفع

أم ما لجنبك لا يلائم مضجعاً=إلا أقض عليك ذاك المضجع

فأجبتها أن ما لجسمي أنه=أودى بني من البلاد فودعوا

أودى بني فأعقبوني حسرةً=بعد الرقاد وعبرة لا تقلع

ولقد أرى إن البكاء سفاهةً=و لسوف يولع بالبكاء من يفجع

وليأتين عليك يوم مرةً=يبكى عليك معنفاً لا تسمع

سبقوا هواي وأعنقوا لهواهم=فتحزموا ولكل جنبٍ مصرع

فغبرت بعدهم بعيش ناصب=و أخال إني لاحق مستتبع

ولقد حرصت بأن أدافع عنهم=فإذا المنية أقبلت لا تدفع

وإذا المنية أنشبت أظفارها=ألفيت كل تميمةٍ لا تنفع

فالعين بعدهم كأن حداقها=سملت بشوك فهي عور تدمع

و تجلدي للشامتين أريهم= إني لريب الدهر لا أتضعضع

حتى كأني للحوداث مروة=بصفا المشرق كل يوم تقرع

والنفس راغبة إذا رغبتها =وإذا ترد إلى قليل تقنع

0 comments: