أفلا يتدبرون القرآن

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها

وهذا أيضا حديث عظيم خاصة في أوقات الفتن وأوقات الشرور، إن النبي عليه الصلاة والسلام، يقول حذيفة، أيضا حذيفة كما قلت لكم حذيفة وعبد الله بن مسعود هؤلاء من أعلم الناس بهذه الأشياء، فقال: كان الناس يسألون عن الخير وكنت أسأل عن الشر مخافة أن يدركني، قلت: إنا كنا في جاهلية وشر ثم جاء الله بك وبهذا الخير هل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم بعده شر، قلت: بعد ذلك الشر خير؟ قال: نعم وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هدي وفي رواية: " تعرف منهم وتنكر " يعني مرة يأتوك بسنة مرة يأتوك ببدعة مرة يأتوك بكلام حسن مرة بكلام سيئ، يعني تأخذ بعض كلامهم وتنكر بعض كلامهم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هدي قلت: فهل بعد ذلك الخير اللي فيه دخن يعني من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم، ولاة ودعاة، ولاة سلاطين وكذلك دعاة يدعون، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا، قال: هم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، لا تظنون أنهم من كوكب آخر أو من أناس آخرين منا قريب، قلت: وما تأمرني إن أدركت ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، حتى لو كان الإمام كما تقدم في الحديث يستن بغير السنة ويهتدي بغير الهدي الزم الجماعة والإمامة؛ الفرقة شر، غير أنك لا تطيعه في معصية الله، الزم الجماعة والإمام حتى لو كان كما قال أنه يستن بغير سنته ويهتدي بغير هديه.
من الأمثال والمأثورات العالمية في الفقر:

الفقر والوجه البشع لا يمكن إخفاؤهما.

الثور المربوط لا يحب الثور الذي يرعى.

عندما يقع الغنى يقال: هذا حادث، وعندما يقع الفقير يقال إنه سكران!

الفقر قميص من نار.

من الصعب إخفاء الحمل والحب والفقر.

عند الحصاد الوفير تكثر شكوى الفقير.

يحلم الغني بالسنة القادمة ويحلم الفقير بقوت يومه.

الفقر هو الحاسة السادسة.

***

ويقول الشاعر:

كأن مقلاً حين يغدو لحاجة

إلى كل من يلقي من الناس مذنب

وكان بنو عمي يقولون مرحباً

فلما رأوني معدماً مات مرحب!

والفقر يجعل الرجال يتغربون عن الأوطان:

يقيم الرجال الموسرون بأرضهم

وترمى النوى بالمقترين المراميا

وما تركوا أوطانهم عن ملالة

ولكن حذاراً من شَمَات الأعاديا

ويقول الآخر:

رمى الفقر بالفتيان حتى كأنهم

بأقطار آفاق البلاد نجوم

وما أجمل قول الشاعر:

لا تهين الفقير علك أن

تركع يوماً والدهر قد رفعه

وفي الحديث الشريف "هل تُرزقون إلا بضعفائكم؟"

***

ومن أمثالنا الشعبية في الفقر والغنى:

الارزاق وهايب ما هي بنهايب.

أبو شوي هناه وأبو كثير عناه.

أفقر من الحجام أيام الشتا.

أفقر من فارة المسجد!

أفقر من ضب العقبه!

الجوع مخلَّف الطبوع.

طق الفقير ولا تشق خلقه.

الفقر أخو الكفر.

فقر دقاق (أي شديد جدا).

الفقير ماله نصير.

مامعك لاش ماتسواش!

اللي ما عنده فلوس في القاع يحوس!

***

ويرى بعض الشعراء أن من أسباب الشقاء والمشاكل المالية وربما الفقر عدة أمور.. فيقول:

بثلاث واوات وشين بعدها

كاف وضاد أصل كل هوان:

بوكالة ووديعة ووصية

وبشركة وكفالة وضمان!

ويرى حميدان الشويعر أن الرجل إذا جمع بين الشيخوخة والفقر هان حتى على زوجته وأولاده:

بالعون منيف قاله لي

يقول غلاك يوم انت صبي

وكذبت منيف في قوله

وتبين لي ما كان غبي

ترى الشايب عند عياله

وام عياله مثل العربي

كلوا فيده وعافوه

عقب التمسك بسببي

حتى أم عيالي زهدت بي

نسيت جميلي وطربي

منول تقول لي لبيه

وهالحين تقول لي وش تبي؟!

احفظ مالك تجي غالي

حتى يلاقونك بالعتب

وراسي وعظامي توجعني

وظهيري من حد حقبي

وهجوسي تسري بالليل

خوف من موت بطلبي

صدرت وطويت العدة

ويعقبني من كان يبي

الدنيا عامرها دامر

مافيها خير يا عربي

***

وفي قصيدة أخرى يرى حميدان أن الفقر خير علاج لمن أصابه البطر.. يقول:

النعمة حمراً جياشه

ما يملكها كود وثقه

والجوع خديديم أجواد

ودك ياطا كل زنقه

ليت أن الفقر يشاورني

كان ادهك به كل فسقه

كان ادهك به عير فسقان

عقب الصمعا صلف نهقه!


1- ما حك جلدك مثل ظفرك . . فتولى أنت جميع أمرك


تعليق / أى طال عليه الزمن

تعليق / يقال عن من يبالغ فى طلب الشئ حتى يفوته على نفسه

بالمضرة

ولم أدرك لماذا جئت أين المفر

تعنى جاء بالمال الكثير .. جاء بجيش ضخم

تعليق / أى تفاقم الأمر واشتد الحرج والزُبى هى الروابى التى لا يعلوها الماء

تعليق / أى اللوم والعتاب , يضرب هذا المثال للشئ الذى فات ولا يستدرك
ملحوظة : يقال أيضاً العَذْل

تعليق / أى هو بين أمر كلاهما شر , والسندان هو ما يطرق عليه الحداد الحديد

تأكله

تعليق / يقال لمن يغدر فى عهده

تعليق/ يقال لمن يعطى لغيره الفرصة لينال منه

تعليق / يقال لمن يفشل فى مهمته ويرجع بالخيبة

تعليق / يقال لمن يأتى بقول يحسم جدلاً أو خلافاً

تعليق / أراد رجل أن يبيع الجمل بدرهم والهرة بألف ولا يبيعُهما إلا معاً

تعليق / أى لا ينفع حذر من قدر

قال قافية هجاني


تعليق / وفى الحديث الشريف فاصنع ما شئت


تعليق / لأن الفهد يضرب به المثل فى كثرة النوم

وتعظُمُ فى عين الصَّغيرِ صِغَارُها وتصغر فى عين العظيم العظائِمُ


تعليق / يقال أنه أصدق بيت قاله العرب


2- أيقنت أن المستحيل ثلاثة . . الغول والعنقاء والخل الوفى
3- أكل عليه الدهر . . وشرب
4- إن المُنبت لا أرضاً قطع . . ولا ظهراً أبقى 5
- كأن على رؤسهم . . الطير 6- خاطبوا الناس على قدر عقولهم 7- خير الكلام ما قل وجل ودل ولم يمل 8- جالس العقلاء أعداء كانوا أم أصدقاء فإن العقل يقع على العقل 9- ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك الإمام الشافعي 10- إذا انت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا 11-إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم 12- لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم 13- ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ولو رام أسباب السماء بسلم 14- إن الذي يصحبك لا ينصحك والذي ينصحك لا يصحبك 15- لا خير في حسن الجسوم وطولها إن لم يزن حسن الجسوم عقول 16- وما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن 17- بذا قضت الأيام ما بين أهلها مصائب قوم عند قوم فوائد 18- المرء بأصغريه لسانه وقلبه 19- هم يحسدوني على موتي فوا أسفا حتى على الموت لا أخلو من الحسد 20- إذا الإيمان ضاع فلا حياة ولا دنيا لمن لم يحي دينا 21- أيهذا الشاكي وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا 22- رب أخ لم تلده أمك 23- ما قد ندمت على سكوتي مرة ولكم ندمت على الكلام مرارا 24- من صبر غنم ومن تفكر علم 25- خاطبوا الناس على قدر عقولهم 26-من جار على صباه .. جارَتْ عليه شيخوخته 27- لا تنظر إلى صغر الخطيئة .. ولكن انظر إلى عظم من عصيت 28- يوم العدل على الظالم .. أشد من يوم الجور على المظلوم 29- إذا جارَيْتَ فى خُلُقِ دنيئاً فأنت ومن تُجَارِيْهِ سواءُ 30- ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله . . وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم 31-إذا كانت النفوس كباراً . . تعبت فى مرادها الأجسام 32- تعبٌ كلها الحياة فما أعجب .. إلا من راغب فى ازدياد 33- وعليا أن أسعى . . ولكن ليس عليا أدراك النجاح 34- إحذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرَّة . . فلربما انقلب الصديق فكان أعلم 35- أسمع جَعْجةً ولا أرى طِحنا 36- لبستُ ثوب العيش لم أستشر وحرت فيه بين شتى الفكر . . وسوف أنضو الثوب عنى 37- جاءنا بالهَيْل والهَيْلَمان 38- ولكل شئٍ آفةُ من جنسه حتى الحديدُ سطا عليه المبرَدُ 39- وعين الرضا عن كل عَيْب كليلة . . ولكن عين السْخط تبدى المساوىء 40- أحب شئ إلى الإنسان ما مُنعا 41- بلغ السيل الزُّبى 42-سبق السيف العَذَل 43-هو بين المطرقة و السِنْدان 44-قد يجمع المال غير آكله . . ويأكل المال غير من جمعه 45- أصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله . .فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما 46- ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت . . وكنت أظنها لا تفرج 47 - ومن رعى غنماً فى أرض مسبعةٍ ونام عنها تولى رعيها الأسدُ 48- كم منزلٍ فى الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأولِ منزلِ 49-ما لا يدْرك كله لا يترك كله 50- كيف أعاهدك وهذا أثر فأسك 51-أُكلتُ يومَ أُكل الثورُ الأبيض 52- رَجع بِخُفَّىِ حُنين 53- قطعت جَهِيزَة قول كل خطيب 54- ما أرخص الجمل لولا الهرة 55-لا ضرر ولا ضرار 56-لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين 57- القشة التى قصمت ظهر البعير 58- من مأمنة يُؤتَى الحذْر 59- رُب أخ لك لم تلده أمك 60-والمستجير بعمر عند كربته .. . كالمستجير من الرمداء بالنار 61-إن كنت لا تدرى فتلك مصيبة أو كنت تدرى فالمصيبة أعظم 62-أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رمانى .. وكم علمته نظم القوافي فلما 63- لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدمُ 64- ألا ليت الشباب يعود يوماً . . فأخبره بما فعل المشيبُ 65- قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا 66- كن النخيل عن الأحقاد مرتفعاً . . يرمى بالصخر فيُلقى بأطيب .الثمر 67- إذا المرء لم يدنس من اللؤم عِرضَه . . فكل رداءٍ يرتديه جميلُ 68 - والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاعة . . وإن تفطمه ينفطم 69- دقات القلب قائلة له إن الحياة دقائق ثوانى 70- دَع عنك لومى فإن اللوم إغراءُ . . وداونى بالتىِ كانت هى الداء 71- إختلاف الرأى لا يفسد للود قضية 72-الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأخلاق 73- أنا البحر فى أحشائهُ الدُرُ كامنٌ فهل سألوا الغواص عن صدفاتي 74- ألقاه فى اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبل بالـماء 75- لكل داءٍ دواء يستطب به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها 76- لا خيل عندك تهديها ولا مالُ فليسعد النطق إن لم يسعد الحالُ 77- وإنما أولادنا بينا . . أكبادنا تمشى على الأرض 78- عوى ذئب فاستأنست للذئب إذا عوى وصوت إنسان فكدت أطير 79- إذا لم تخشى عاقبة الليالى . . ولم تستحى فاصنع ما تشاء 80- من شابه أباه فما ظلم 81- أنوم من فهد 82- على قدر أهل العَزْمِ تأتى العزائِمُ وتأتى على قدرِ الكرام المكارِمُ 83- وإذا لم يكن من الموت بُدِّ فمن العجز أن تموت جبانا 84- ألا كل شئ ما خلا الله باطل .. . وكل نعيم لا محالة زائل 85- وظلم ذوي القربى أشد مضاضة . . على المرء من وقع الحسام المهند 86- وما المال والأهلون إلا ودائع . . ولابد يوما أن ترد الودائع 87- العبد يقرع بالعصا . . والحر تكفيه الملامة 88-تأتي المكاره حين تأتي جملة . . وأرى السرور يأتي في الفلتات 89- إذا كان الغراب دليل قوم . . يمر بهم على جيف الكلاب 90- إذا كان رب البيت بالدف مولعا . . فشيمة أهل البيت كلهم الرقص 91- ومن يربط الكلب العقور ببابه . . فكل بلاء الناس من رابط الكلب 92- إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت . . له عن عدو في ثياب صديق 93- تهون علينا في المعالي نفوسنا . . ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر 94- تريدين إدراك المعالي رخيصة . . ولابد دون الشهد من إبر النحل 95- قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت . . ويبتلي الله بعض القوم بالنعم 96- وعاجز الرأي مضياع لفرصته .. . حتى إذا فات أمرا عتب قدره 97- قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد . . وينكر الفم طعم الماء من سقم 98- وأي حسام لم تصبه كلالة . . وأي جواد لم تخنه الحوافر 99- وطني لو شغلت بالخلد عنه . . نازعتني إليه في الخلد نفسي 100- أحرام على بالبله الدوح . . حلال للطير من كل جنس 101- وإذا النساء نشأن في أمية .. . رضع الرجال جهالة وخمولا 102- وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا 103- - من وثق بالله أغناه ومن توكل عليه كفاه ومن خافه قلت مخافته ومن عرفه

وإني لاستحيي من الله أن أرى

اجرر حبلا ليس فيه بعير

وأن أسأل الخبل اللئيم بعيره

وبعران ربي في البلاد كثير

عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى

وصوت إنسان فكدت أطير

يرى الله أني للأنيس لشانئ

ويبغضهم لي مقلة وضمير

تعلو التحوت الوعول

( لا تقوم الساعة حتى يهلك الوعول وتظهر التحوت التحوت : الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم لحقارتهم . وجعل تحت الذي هو ظرف نقيض فوق اسما فأدخل عليه لام التعريف وجمعه . وقيل أراد بظهور التحوت ظهور الكنوز التي تحت الأرض .

* ومنه حديث أبي هريرة - وذكر أشراط الساعة - فقال : " وإن منها أن تعلو التحوت الوعول " أي يغلب الضعفاء من الناس أقوياءهم ، شبه الأشراف بالوعول لارتفاع مساكنها

ل: ( إنه يصيب أمتي آخر الزمان من سلطانهم شدائد، لا ينجو منه إلا رجل عرف دين الله فصدق به، ورجل عرف دين الله فسكت عليه، فإن رأى من يعمل الخير أحبه عليه، وإن رأى من يعمل بباطل أبغضه عليه، فذلك ينجو على إبطائه كله ).

ويقول: ( سيظهر شرار أمتي على خيارهم، حتى يستخفي فيهم المؤمن كما يستخفي فينا المنافق )

ويقول: ( لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ويخون الأمين ويؤتمن الخائن وتهلك الوعول وتظهر التحوت، قالوا يا رسول الله وما التحوت والوعول؟ قال الوعول وجوه الناس وأشرافهم والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس ليس يعلم بهم ) .

ويقول: ( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب ).

ويقول: ( لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها ).

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( خَربت العرب وهي عامرة، قالوا ولم ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: إذا ظهر فجارها على أبرارها وساد القبيلَ العظيمَ منافقوه ).

وقال علي رضي الله عنه: ( يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه. ولا يبقى من القرآن إلا رسمه، مساجدهم يومئذٍ عامرة, وهي خراب من الهدى، علماؤهم شر من تحت أديم السماء، مِن عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود).

وعن ابن مسعود قال: ( إن على أبواب السلطان فتنا كمبارك الإبل لا تصيبوا من دنياهم شيئا، إلاَّ أصابوا من دينكم مثله ) .

وقال معاذ رضي الله عنه: ( يوشك القرآن أن ينسخ، قال ينسخ حتى لا يقرأ؟ قال: لا, ولكن يسلك الناس وادياً ويسلك القرآن وادياً غيره ).

أيها الناس: إن ربكم يقول لكم: ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ {20} سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ {21} ).


اللهم فقهنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا, واجعلها في أيدينا, ولا تجعلها في قلوبنا, واجعلنا هداة مهديين, ولا تجعلنا ضالين ولا مُضلين, واكفنا مولانا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك, ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين, وآتنا الخير كله في الدين والدنيا والآخرة.

.
قصيدة للشاعر أبو ذؤيب الهذلي وفيها يرثي أولاده الخمسة الذين توفوا بسبب مرض الطاعون وكانوا رجالأ ذو بأس ونجدة ..


أمن المنون وريبها تتوجع=والدهر ليس بمعتبٍ من يجزع

قالت أمامة ما لجسمك شاحبا=منذ ابتذلت و مثل مالك ينفع

أم ما لجنبك لا يلائم مضجعاً=إلا أقض عليك ذاك المضجع

فأجبتها أن ما لجسمي أنه=أودى بني من البلاد فودعوا

أودى بني فأعقبوني حسرةً=بعد الرقاد وعبرة لا تقلع

ولقد أرى إن البكاء سفاهةً=و لسوف يولع بالبكاء من يفجع

وليأتين عليك يوم مرةً=يبكى عليك معنفاً لا تسمع

سبقوا هواي وأعنقوا لهواهم=فتحزموا ولكل جنبٍ مصرع

فغبرت بعدهم بعيش ناصب=و أخال إني لاحق مستتبع

ولقد حرصت بأن أدافع عنهم=فإذا المنية أقبلت لا تدفع

وإذا المنية أنشبت أظفارها=ألفيت كل تميمةٍ لا تنفع

فالعين بعدهم كأن حداقها=سملت بشوك فهي عور تدمع

و تجلدي للشامتين أريهم= إني لريب الدهر لا أتضعضع

حتى كأني للحوداث مروة=بصفا المشرق كل يوم تقرع

والنفس راغبة إذا رغبتها =وإذا ترد إلى قليل تقنع
وقال الشيخ أبو سليمان الداراني : إني لأخرج من منزلي ، فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله علي فيه نعمة ، أو لي فيه عبرة . رواه ابن أبي الدنيا في كتاب " التفكر والاعتبار " .

وعن الحسن البصري أنه قال : تفكر ساعة خير من قيام ليلة . وقال الفضيل : قال الحسن : الفكرة مرآة تريك حسناتك وسيئاتك . وقال سفيان بن عيينة : الفكرة نور يدخل قلبك . وربما تمثل بهذا البيت :


إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة



وعن عيسى ، عليه السلام ، أنه قال : طوبى لمن كان قيله تذكرا ، وصمته تفكرا ، ونظره عبرا .

وقال لقمان الحكيم : إن طول الوحدة ألهم للفكرة ، وطول الفكرة دليل على طرق باب الجنة .

وقال وهب بن منبه : ما طالت فكرة امرئ قط إلا فهم ، وما فهم امرؤ قط إلا علم ، وما علم امرؤ قط إلا عمل .

[ ص: 185 ] وقال عمر بن عبد العزيز : الكلام بذكر الله ، عز وجل ، حسن ، والفكرة في نعم الله أفضل العبادة .

وقال مغيث الأسود : زوروا القبور كل يوم تفكركم ، وشاهدوا الموقف بقلوبكم ، وانظروا إلى المنصرف بالفريقين إلى الجنة أو النار ، وأشعروا قلوبكم وأبدانكم ذكر النار ومقامعها وأطباقها ، وكان يبكي عند ذلك حتى يرفع صريعا من بين أصحابه ، قد ذهب عقله .

وقال عبد الله بن المبارك : مر رجل براهب عند مقبرة ومزبلة ، فناداه فقال : يا راهب ، إن عندك كنزين من كنوز الدنيا لك فيهما معتبر ، كنز الرجال وكنز الأموال .


وعن
ابن عمر : أنه كان إذا أراد أن يتعاهد قلبه ، يأتي الخربة فيقف على بابها ، فينادي بصوت حزين فيقول : أين أهلك ؟ ثم يرجع إلى نفسه فيقول : ( كل شيء هالك إلا وجهه ) [ القصص : 88 ] .


وعن ابن عباس أنه قال : ركعتان مقتصدتان في تفكر ، خير من قيام ليلة والقلب ساه .

وقال الحسن : يا ابن آدم ، كل في ثلث بطنك ، واشرب في ثلثه ، ودع ثلثه الآخر تتنفس للفكرة .

وقال بعض الحكماء : من نظر إلى الدنيا بغير العبرة انطمس من بصر قلبه بقدر تلك الغفلة .

وقال بشر بن الحارث الحافي : لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه .

وقال الحسن ، عن عامر بن عبد قيس قال : سمعت غير واحد ولا اثنين ولا ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون : إن ضياء الإيمان ، أو نور الإيمان ، التفكر .

وعن عيسى ، عليه السلام ، أنه قال : يا ابن آدم الضعيف ، اتق الله حيثما كنت ، وكن في الدنيا ضيفا ، واتخذ المساجد بيتا ، وعلم عينيك البكاء ، وجسدك الصبر ، وقلبك الفكر ، ولا تهتم برزق غد .

وعن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ، رضي الله عنه ، أنه بكى يوما بين أصحابه ، فسئل عن ذلك ، فقال : فكرت في الدنيا ولذاتها وشهواتها ، فاعتبرت منها بها ، ما تكاد شهواتها تنقضي حتى تكدرها مرارتها ، ولئن لم يكن فيها عبرة لمن اعتبر ، إن فيها مواعظ لمن ادكر .

وقال ابن أبي الدنيا : أنشدني الحسين بن عبد الرحمن :

نزهة المؤمن الفكر لذة المؤمن العبر


نحمد الله وحده نحن كل على خطر


رب لاه وعمره قد تقضى وما شعر


رب عيش قد كان فو ق المنى مونق الزهر


في خرير من العيو ن وظل من الشجر


وسرور من النبا ت وطيب من الثمر


غيرته وأهله سرعة الدهر بالغير [ ص: 186 ]


نحمد الله وحده إن في ذا لمعتبر


إن في ذا لعبرة للبيب إن اعتبر



قال الإمام أحمد : حدثنا روح ، حدثنا شعبة قال : سمعت سليمان ، عن مجاهد ، أن الناس كانوا يطوفون بالبيت ، وابن عباس جالس معه محجن ، فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ولو أن قطرة من الزقوم قطرت لأمرت على أهل الأرض عيشتهم فكيف بمن ليس له طعام إلا الزقوم " .
قال مجاهد : وملك الدنيا مشارقها ومغاربها أربعة : مؤمنان وكافران ، فالمؤمنان : سليمان بن داود وذو القرنين . والكافران : نمرود [ بن كنعان ] وبختنصر . فالله أعلم .
م قال ابن جرير : حدثنا أبو حميد الحمصي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله ليصلح بصلاح الرجل المسلم ولده وولد ولده وأهل دويرته ودويرات حوله ، ولا يزالون في حفظ الله عز وجل ما دام فيهم " .
(ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين ( 246 ) )

قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة : هذا النبي هو يوشع بن نون . قال ابن جرير : يعني ابن أفراثيم بن يوسف بن يعقوب . وهذا القول بعيد ; لأن هذا كان بعد موسى بدهر طويل ، وكان [ ص: 665 ] ذلك في زمان داود عليه السلام ، كما هو مصرح به في القصة وقد كان بين داود وموسى ما ينيف عن ألف سنة والله أعلم .

وقال السدي : هو شمعون وقال مجاهد : هو شمويل عليه السلام . وكذا قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه وهو : شمويل بن بالي بن علقمة بن يرخام بن إليهو بن تهو بن صوف بن علقمة بن ماحث بن عموصا بن عزريا بن صفنيه بن علقمة بن أبي ياسف بن قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام .

وقال وهب بن منبه وغيره : كان بنو إسرائيل بعد موسى عليه السلام على طريق الاستقامة مدة الزمان ، ثم أحدثوا الأحداث وعبد بعضهم الأصنام ، ولم يزل بين أظهرهم من الأنبياء من يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويقيمهم على منهج التوراة إلى أن فعلوا ما فعلوا فسلط الله عليهم أعداءهم فقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وأسروا خلقا كثيرا وأخذوا منهم بلادا كثيرة ، ولم يكن أحد يقاتلهم إلا غلبوه وذلك أنهم كان عندهم التوراة والتابوت الذي كان في قديم الزمان وكان ذلك موروثا لخلفهم عن سلفهم إلى موسى الكليم عليه الصلاة والسلام فلم يزل بهم تماديهم على الضلال حتى استلبه منهم بعض الملوك في بعض الحروب وأخذ التوراة من أيديهم ولم يبق من يحفظها فيهم إلا القليل وانقطعت النبوة من أسباطهم ولم يبق من سبط لاوي الذي يكون فيه الأنبياء إلا امرأة حامل من بعلها وقد قتل فأخذوها فحبسوها في بيت واحتفظوا بها لعل الله يرزقها غلاما يكون نبيا لهم ولم تزل [ تلك ] المرأة تدعو الله عز وجل أن يرزقها غلاما فسمع الله لها ووهبها غلاما ، فسمته شمويل : أي : سمع الله . ومنهم من يقول : شمعون وهو بمعناه فشب ذلك الغلام ونشأ فيهم وأنبته الله نباتا حسنا فلما بلغ سن الأنبياء أوحى الله إليه وأمره بالدعوة إليه وتوحيده ، فدعا بني إسرائيل فطلبوا منه أن يقيم لهم ملكا يقاتلون معه أعداءهم وكان الملك أيضا قد باد فيهم فقال لهم النبي : فهل عسيتم إن أقام الله لكم ملكا ألا تفوا بما التزمتم من القتال معه ( قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا ) أي : وقد أخذت منا البلاد وسبيت الأولاد ؟ قال الله تعالى : ( فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين ) أي : ما وفوا بما وعدوا بل نكل عن الجهاد أكثرهم والله عليم بهم

'تفسير الآية',وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم ( 247 ) )

أي : لما طلبوا من نبيهم أن يعين لهم ملكا منهم فعين لهم طالوت وكان رجلا من أجنادهم ولم يكن من بيت الملك فيهم ; لأن الملك فيهم كان في سبط يهوذا ، ولم يكن هذا من ذلك السبط فلهذا قالوا : ( أنى يكون له الملك علينا ) أي : كيف يكون ملكا علينا ( ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال ) أي : ثم هو مع هذا فقير لا مال له يقوم بالملك ، وقد ذكر بعضهم أنه كان سقاء وقيل : دباغا . وهذا اعتراض منهم على نبيهم وتعنت وكان الأولى بهم طاعة وقول معروف ثم قد أجابهم النبي قائلا ( إن الله اصطفاه عليكم ) أي : اختاره لكم من بينكم والله أعلم به منكم . يقول : لست أنا الذي عينته من تلقاء نفسي بل الله أمرني به لما طلبتم مني ذلك ( وزاده بسطة في العلم والجسم ) أي : وهو مع هذا أعلم منكم ، وأنبل وأشكل منكم وأشد قوة وصبرا في الحرب ومعرفة بها أي : أتم علما وقامة منكم . ومن هاهنا ينبغي أن يكون الملك ذا علم وشكل حسن وقوة شديدة في بدنه ونفسه ثم قال : ( والله يؤتي ملكه من يشاء ) أي : هو الحاكم الذي ما شاء فعل ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون لعلمه [ وحكمته ] ورأفته بخلقه ; ولهذا قال : ( والله واسع عليم ) أي : هو واسع الفضل يختص برحمته من يشاء عليم بمن يستحق الملك ممن لا يستحقه

( تفسير الآية'وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ( 248 ) )

يقول نبيهم لهم : إن علامة بركة ملك طالوت عليكم أن يرد الله عليكم التابوت الذي كان أخذ منكم .

( فيه سكينة من ربكم ) قيل : معناه فيه وقار ، وجلالة .

قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ( فيه سكينة ) أي : وقار . وقال الربيع : رحمة . وكذا روي عن العوفي عن ابن عباس وقال ابن جريج : سألت عطاء عن قوله : ( فيه سكينة [ من ربكم ] ) قال : ما يعرفون من آيات الله فيسكنون إليه .

وقيل : السكينة طست من ذهب كانت تغسل فيه قلوب الأنبياء ، أعطاها الله موسى عليه السلام فوضع فيها الألواح . ورواه السدي عن أبي مالك عن ابن عباس .

وقال سفيان الثوري : عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن علي قال : السكينة لها وجه كوجه الإنسان ثم هي روح هفافة .

وقال ابن جرير : حدثني [ ابن ] المثنى حدثنا أبو داود حدثنا شعبة وحماد بن سلمة ، وأبو الأحوص كلهم عن سماك عن خالد بن عرعرة عن علي قال : السكينة ريح خجوج ولها [ ص: 667 ] رأسان .

وقال مجاهد : لها جناحان وذنب . وقال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه : السكينة رأس هرة ميتة إذا صرخت في التابوت بصراخ هر ، أيقنوا بالنصر وجاءهم الفتح .

وقال عبد الرزاق : أخبرنا بكار بن عبد الله أنه سمع وهب بن منبه يقول : السكينة روح من الله تتكلم إذا اختلفوا في شيء تكلم فأخبرهم ببيان ما يريدون .

وقوله : ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ) قال ابن جرير : أخبرنا ابن المثنى حدثنا أبو الوليد حدثنا حماد عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية : ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ) قال : عصاه ورضاض الألواح . وكذا قال قتادة والسدي والربيع بن أنس وعكرمة وزاد : والتوراة .

وقال أبو صالح ( وبقية ) يعني : عصا موسى وعصا هارون ولوحين من التوراة والمن .

وقال عطية بن سعد : عصا موسى وعصا هارون وثياب موسى وثياب هارون ورضاض الألواح .

وقال عبد الرزاق : سألت الثوري عن قوله : ( وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون ) فقال : منهم من يقول قفيز من من ، ورضاض الألواح . ومنهم من يقول : العصا والنعلان .

وقوله : (تفسير الآية'تحمله الملائكة ) قال ابن جريج : قال ابن عباس : جاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض حتى وضعته بين يدي طالوت ، والناس ينظرون .

وقال السدي : أصبح التابوت في دار طالوت فآمنوا بنبوة شمعون وأطاعوا طالوت .

وقال عبد الرزاق عن الثوري عن بعض أشياخه : جاءت به الملائكة تسوقه على عجلة على بقرة وقيل : على بقرتين .

وذكر غيره أن التابوت كان بأريحا وكان المشركون لما أخذوه وضعوه في بيت آلهتهم تحت صنمهم الكبير ، فأصبح التابوت على رأس الصنم فأنزلوه فوضعوه تحته فأصبح كذلك فسمروه تحته فأصبح الصنم مكسور القوائم ملقى بعيدا ، فعلموا أن هذا أمر من الله لا قبل لهم به فأخرجوا التابوت من بلدهم ، فوضعوه في بعض القرى فأصاب أهلها داء في رقابهم فأمرتهم جارية من سبي بني إسرائيل أن يردوه إلى بني إسرائيل حتى يخلصوا من هذا الداء ، فحملوه على بقرتين فسارتا به لا يقربه أحد إلا مات ، حتى اقتربتا من بلد بني إسرائيل فكسرتا النيرين ورجعتا وجاء بنو إسرائيل فأخذوه فقيل : إنه تسلمه داود عليه السلام وأنه لما قام إليهما حجل من فرحه بذلك . وقيل : شابان منهم فالله أعلم . وقيل : كان التابوت بقرية من قرى فلسطين يقال لها : أزدرد .
(تفسير الآية' طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ( 249 ) )

يقول تعالى مخبرا عن
طالوت ملك بني إسرائيل حين خرج في جنوده ومن أطاعه من ملأ بني إسرائيل وكان جيشه يومئذ فيما ذكره السدي ثمانين ألفا فالله أعلم ، أنه قال : ( إن الله مبتليكم [ بنهر ] ) قال ابن عباس وغيره : وهو نهر فمن شرب منه فليس مني ) أي : فلا يصحبني اليوم في هذا الوجه ( ',ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده ) أي : فلا بأس عليه قال الله تعالى ( تفسير الآية'فشربوا منه إلا قليلا منهم ) قال ابن جريج : قال ابن عباس : من اغترف منه بيده روي ، ومن شرب منه لم يرو . وكذا رواه السدي عن أبي مالك ، عن ابن عباس . وكذا قال قتادة وابن شوذب .

وقال السدي : كان الجيش ثمانين ألفا فشرب ستة وسبعون ألفا وتبقى معه أربعة آلاف كذا قال .

وقد روى
ابن جرير من طريق إسرائيل وسفيان الثوري ومسعر بن كدام عن أبي إسحاق السبيعي ، عن البراء بن عازب قال : كنا نتحدث أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يوم بدر ثلاثمائة وبضعة عشر على عدة أصحاب طالوت الذين جازوا معه النهر ، وما جازه معه إلا مؤمن . ورواه البخاري عن عبد الله بن رجاء عن إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن البراء قال : " كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت ، الذين جازوا معه النهر ، ولم يجاوز معه إلا مؤمن بضعة عشر وثلاثمائة " .

ثم رواه من حديث سفيان الثوري
وزهير ، عن أبي إسحاق عن البراء بنحوه ولهذا قال تعالى : ( >فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده ) أي : استقلوا أنفسهم عن لقاء عدوهم لكثرتهم فشجعهم علماؤهم [ وهم ] العالمون بأن وعد الله حق فإن النصر من عند الله ليس عن كثرة عدد ولا عدد . ولهذا قالوا : ( ', كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين )
.
.