أفلا يتدبرون القرآن

أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها

قول جمهور المفسرين: أن مريم حملت بعيسى تسعة أشهر كاملة، وإن كنا لا ننكر أن الله عز وجل قادر على أن تحمل مريم بعيسى وتلده في ساعة واحدة، فنحن لا ننكر إمكان ذلك بقدرة الله، ولكن الصحيح أن مريم حملت بعيسى حملاً عادياً تسعة أشهر، فلما رأى يوسف النجار -الذي اتهم بأنه قد فعل بها الفاحشة- بوادر الحمل تظهر على مريم يوماً بعد يوم عرَّض لها في القول وقال لها: يا مريم ! إني سائلك عن شيء فلا تعجلي علي. فقالت مريم : سل يا يوسف عما شئت، ولا تقل إلا حقاً. فقال لها: يا مريم ! هل يكون زرع بغير بذر؟! وهل يكون نبات بغير مطر؟! وهل يكون ولد بغير أب؟! فقالت مريم : نعم يا يوسف . قال: كيف ذلك يا مريم ؟! قالت: يا يوسف أنسيت أن الله تعالى خلق الزرع يوم خلقه من غير بذر، وخلق النبات يوم خلقه من غير مطر، وخلق آدم يوم خلقه من غير أب ومن غير أم. قال: أعلم أن الله على كل شيء قدير. لقد خلق الله آدم من غير أب ومن غير أم، وخلق حواء من أب دون أم، وخلق عيسى من أم دون أب، وخلقني وخلقك من أب وأم لتكتمل قدرة الله، وليتبين للخلق جميعاً أن الله على كل شيء قدير

0 comments: